الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولاعدوان إلا على الظالمين أما بعد
قال الله تعالى ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلوا عليكم منه ذكرا إنا مكنا له في الأرض
وآتيناه من شيء سببا فأتبع سببا 0000الآيات
وقد سمعنا بعض الفضلاء من ذوي العلم يقرر في مجلس علمي أنه الاسكندر
المقدوني وراجعه بعض الطلاب فسألوه عن الدليل فاكتفى بالنقل عمن قرأ له
والصحيح أن ذي القرنين ليس هو الاسكندر المقدوني كما بينه شيخ الاسلام ابن
تيمية بل قد كان كافرا فاجرا يعبد الهياكل والاصنام هو وقومه
وذو القرنين الذي في سورة الكهف ذكره كان موحدا مسلما وهو الذي بنى سد يأجوج ومأجوج
والذي قال فيه قالوا يذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل
لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا قال مامكني فيه ربي خير فأعينوني
بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما
آتوني زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله نارا قال آتوني أفرغ عليه قطرا
فإن هذا كان صالحا ولذلك قال مامكني فيه ربي خير
وقد قال من قال أما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذابا نكر
وأما من آمن وعمل وعمل صالحا فله جزاء الحسنى وسنقول له من أمرنا يسرا
فقال ابن تيمية في المجلد صحيفة خمسة وثماني ومأتين
وأدنَى مراتب ذلك
الوحي المشترك: الذي يكون لغير الأنبياء، كقوله: (وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى
الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آَمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي) (3) ، وقوله:
(وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ) (4) .
وهذا الوحي المشترك هو الذي أدرجَه في النبوة من الفلاسفةِ مَن أدرجَه،
كابن سِينا وأمثالِه، فإنّ أرسطو وأتباعَه القدماءَ ليس لهم في النبوةِ
كلامٌ ، إذْ كان أرسطو هو وزير الإسكندر بن فيلبس المقدوني
الذي يُؤَرَّخ له التاريخ الرومي، وبه يُؤَرِّخ كثير من اليهودِ والنصارى،
وكان قبل المسيح عليه السلامُ بنحوِ ثلاثمائةِ سنةٍ . وبعدَ المسيح بنحوِ
ثلاثمائةِ سنةٍ كان قُسْطَنْطِينُ الذي أقامَ دينَ النصارى بالسيف، وفي
عهدِه أحدثوا الأمانةَ وتعظيمَ الصليب واستحلالَ الخنزير والقولَ بالتثليثِ
والأقانيمِ بمَجْمَعِهِم الأوّل المسَمَّى بمجمعِ نِيْقِيَة.
وهذا الإسكندر المقدوني هو الذي ذهبَ إلى أرضِ الفُرْسِ وغَيَّر ممالِكَهم،
وليس هو ذا القَرنين المذكور في القرآن، الذي بَنَى سَدَّ يأجوجَ ومأجوجَ،
فإنّ هذا كانَ متقدمًا على ذلك، وكان موحدًا مسلمًا.
والمقدوني لم يَصِل إلى تلك الأرض،
وكان هو وقومُه مشركين يعبدون الهياكلَ العُلْوِيةَ والأصنامَ الأرضيةَ،
ولم يزالوا على ذلك حتى وصلتْ إليهم دعوةُ المسيحِ عليه الصلاةُ والسلام،
فأسلمَ منهم من أسلمَ،
وكانوا متبعينَ لدينِ المسيحِ الحقِّ، إلى أنْ بُدِّلَ منه ما بُدِّلَ.
وهؤلاء كانوا بأرض الروم وجزائرِ البحر، لم يَصِلْ إليهم
من أخبار إبراهيم وآل إبراهيم -كموسى بن عمران وغيرِه
- ما عَرَفوا به
حقيقةَ النبوة، ولهذا كان أرسطو أوَّلَ من قالَ بقِدَمِ الأفلاكِ من هؤلاء،
بخلافِ مَن قبلَه كأفلاطونَ وشيخِه سُقراطَ، وشيخِ سقراط فيثاغورسَ، وشيخ
فيثاغورسَ انبدقلس،
فإنّ هؤلاء كانوا
يقولون بحدوث صورة الفلك، ولهم في المبادىء كلام طويل قد بَسطناهُ في
الكتاب الكبير (1) الذي ذكرنا فيه مقالاتِ العالَم 0000الخ
قال بن تيمية
وكان المشركون يعبدون الأصنام المجسدة التي لها ظل وهذا كان دين الروم واليونان وهو دين الفلاسفة أهل مقدونية وأثينة
كأرسطو وأمثاله من الفلاسفة المشائين وغيرهم وكان أرسطو قبل المسيح بنحو
ثلاثمائة سنة وهو وزير الإسكندر بن فيلبس اليوناني المقدوني التي تؤرخ له
التاريخ الرومي من اليهود والنصارى وهذا كان مشركا يعبد هو وقومه الأصنام
ولم يكن يسمى ذا القرنين ولا هو ذا القرنين المذكور في القرآن
وقد يظنون أن هذا هو ذو القرنين المذكور في القرآن وأن أرسطوا كان وزيرا لذي القرنين المذكور في القران
وهذا جهل فان هذا الاسكندر بن فيلبس لم يصل الى بلاد الترك ولم يبن السد
وانما وصل الى بلاد الفرس وذو القرنين المذكور في القرآن وصل الى شرق الأرض
وغربها وكان متقدما على هذا يقال اسمه الاسكندر بن دارا وكان موحدا مؤمنا
وذلك مشركا كان يعبد هو وقومه الكواكب والأصنام ويعانون السحر كما كان
ارسطو وقومه من اليونان مشركين يعبدون الأصنام ويعنون السحر ولهم في ذلك
مصنفات واخبارهم مشهورة.
اذن الاسكندر لقب لرجلين احدهما مشرك عابد للأصنام وهو المقدوني
والاخر قيل بن دارا وهو الموحد المؤمن فغلط البعض وخلط عليه الأمر فقال الاسكندر المقدوني هو ذو القرني
كيف وقد جاء في القران مايدل على صلاحه وتوحيده قال تعالى عنه أما من ظلم
فسوف نعذبه وأما من آمن وعمل صالحا فله جزاءا الحسنى وسنقول له من أمرنا
يسرا
والاسكندر المقدوني الكافر عابد الاصنام والهياكل المتعاطي للسحر لايقول مثل هذا الكلام الطيب.